غالبية مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي تتيح لك أو تنشئ لك تلقائياً ملفًّا شخصيًّا Profile إذا قمت بالتسجيل فيها. وتظهر في هذه الصفحة معلوماتك الخاصة، ونشاطاتك (كالتعليقات، والإعجاب، والمفضلة... إلخ)، وأي شخص يدخل إلى ملفك الشخصي، قد يستطيع أن يشاهد كل ما صنعته يداك، منذ بداية تسجيلك وحتى حينه! وأكثر هذه التطبيقات تتيح عدة مستويات من الخصوصية، تستطيع اختيارها لملفك الشخصي كاملًا أو لكل نشاط. لذلك يجب التنبه إلى كل الأفعال والنشاطات في هذه المواقع، فكل شيء مكتوب عليك، وإذا كنت لا تأمن على نفسك وأفعالك، أو لا تتذكر أنك قمت بالإعجاب أو التعليق في فترةٍ سابقة على شيء لا يليق، ويصعب عليك الرجوع إليه لقِدَمه، فمن الأفضل أن تختار أعلى خيارات الخصوصية، وتُخفي كل ما صنعته، وطبّقه على كافة نشاطاتك السابقة، حتى لا يراها غيرك، فيستخدمها استخداماً يضرك، وهذا كثير في مجتمعاتنا للأسف.
كما ينبغي الحذر من الإعجاب بمنشورات فيها فساد أو أخطاء، فغالبية هذه المواقع والتطبيقات توجد فيها برمجيات صُممت لترفع المنشورات التي لها إعجابات أكثر من غيرها، وتجعلها تظهر لغيرك أيضًا، سواء كان صديقًا لك أم لا. وإعجابٌ واحد يُحدِثُ فرقًا، فلا تتهاون أبدًا بهذا الموضوع. ومن المهم جدًّا معرفة أن الصداقات والأشخاص الذين تتابعهم أيضًا يظهرون لغيرك ممن يزورون صفحتك الشخصية، أو يتم اقتراحها على أصدقائك ومن يتابعوك، فينبغي أن تتنبه لمن تتابعهم إذا كانت لديهم أخطاء أو كانت منشوراتهم سيئة، حتى لا ينجرّ إليهم أحدٌ ويتابعهم بسببك، والمرء لا يعرف متى ينشر غيره شيئًا سيئًا أو متى تتغير أحواله، فمن الأفضل إخفاء الأصدقاء أو المتابَعين اتقاء للشبهات. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ الحلالَ بيِّن، وإنَّ الحرام بيِّن، وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كثيرٌ من النَّاس، فمن اتَّقى الشُّبُهَات فقد استَبْرأَ لدِينِه وعِرْضِه، ومن وقع في الشُّبُهَات وقعَ في الحرام،...»