تمت قراءة 60٪

الفصل 6

أخلاقيات المراسلات والمحادثات

برامج المحادثة من أشهر البرامج وأكثرها انتشارًا واستخدامًا، وأصبحت تقرّب البعيد، وتجعل التواصل مع الشخص وكأنه بجانبك. وهذه مجموعة من النصائح والتوصيات، التي تجعل من استخدام المسلم لها مثالياً، وقد يكسب بها أجرًا:

صلة الرحم: وما أجمل من أن تصل رحمك، وما أسهله الآن، وما أكثر أجره!، أصبحت هذه التطبيقات لدى الجميع وبين أيديهم، كبارًا وصغارًا، من الأجداد والأحفاد، ومن أولاد العم إلى أولاد الأخ. ولعل سلاماً عليهم، أو إرسال صورةً جميلة ومعبرة كل مدة بينك وبينهم تجعل التواصل وصلة الرحم لا تتوقف! ولا تنس أن تحتسب الأجر وتبتغي صلة الرحم، حتى يكافئك الله سبحانه عليها في الدنيا والآخرة! فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سرَّهُ أن يُبْسَطَ له في رزقه، أو يُنْسَأَ له في أثره، فليصل رحمه». وقال صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلُّوا والناسُ نيام، تدخلوا الجنةَ بسلام».

مراجع

  • صحيح البخاري - كتاب البيوع: باب من أحب البسط في الرزق. , سنن الترمذي - كتاب صفة القيامة والرقائق والورع...: باب ما جاء في صفة أواني الحوض.

البدء بالسلام، وفيه حسناتٌ تكسبها بلا جهد ولا تعب! عن عمران بن حصين، أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشر»، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشرون»، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثون». وقال عليه الصلاة والسلام: «لا تدخلون الجنّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تُؤمنوا حتى تَحابُّوا، أَوَلا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموهُ تحاببتم؟ أفشوا السّلامَ بينكم».

مراجع

  • جامع الترمذي - كتاب الاستئذان والآداب: باب ما ذكر في فضل السلام., صحيح مسلم - كتاب الإيمان: باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون...

تحري الأوقات المناسبة للتحدث، وعدم إحراج الشخص الآخر إذا كان مشغولاً، وعدم تضييع وقته.

تجنب المزاح الثقيل والترويع، فإن فيه أذًى، وعاقبته غير محمودة. قال صلى الله عليه وسلم: «لا يَحِلُّ لمسلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مسلِمًا».

مراجع

  • سنن أبي داود - الأدب (5004)

الحذر من الغيبة والنميمة، ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحجرات: ١٢].

تجنب الكذب ولو كان مزاحًا، فالحديث واضح: «ويلٌ للذي يُحدّث بالحديثِ ليُضحِكَ به القومَ فيكْذِب، ويلٌ له، ويلٌ له».

مراجع

  • جامع الترمذي - الزهد (2315)

الابتعاد عن نشر الشائعات وإعادة إرسالها، وما أكثرها، فينبغي التثبت من الرسائل قبل إعادة إرسالها ونشرها، فإن كانت صحيحة؛ ولكن لا فائدة ولا مصلحة ترتجى من إرسالها، فالأفضل عدم إرسالها، حتى لا تضيع أوقات الآخرين بهذر الكلام ولغوه، وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين الذين يجتنبون مثل هذا، فقال سبحانه عند ذكر صفاتهم: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: 3].

إيجاز الحديث وعدم إكثار الكلام، فعن ابن عمر رضي الله، عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُكثِروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب...». وورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: «... من كَثُر كلامه كَثُر سَقَطُه، ومن كَثُر سقطه قلَّ حياؤه، ومن قلَّ حياؤه قلَّ وَرَعُه، ومن قلَّ ورعه مات قلبه».

مراجع

  • سنن الترمذي - كتاب الزهد (حسن غريب). , روضة العقلاء لابن حبان البستي، ص 44 (طبعة دار الكتب العلمية).

وفي ختام هذا الموضوع، لنستشعر معًا قول الله جلَّ جلاله: ﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: ١٨]، فأي كلمة تنطقها أو تكتبها، مكتوبةٌ لك أو عليك. نسأل الله أن يغفر لنا ما أخطأنا، وأن يهدينا إلى قول الحق والخير، ويثبتنا عليه.