تمت قراءة 50٪

الفصل 5

أخلاقيات الحفاظ على الحقوق

موضوع الحقوق والمحافظة عليها وعدم انتهاكها هو للأسف من أكثر المواضيع التي لا يتنبه إليها المستخدم، وقد لا يلقي لها بالاً، أو يتغاضى عنها.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٨٨]. والأموال الخاصة من الحقوق. وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾ [النساء: ٥٨].

وطريقة حفظ هذه الحقوق بشكل عام سهلة، وهي ذكر اسم صاحب العمل، والموضع الذي نسخ منه. والتوثيق ونسبة العلم إلى أهله من خصال هذه الأمة، ونجد هذا في الكتب منذ بداية التأليف في الإسلام وحتى عصرنا هذا؛ حينما يأخذ أحدهم فقرة من كتاب آخر، فإنه يذكر اسم الكاتب والكتاب الذي نقل منه. وإذا لم يكن من كتاب فإنه ينصُّ على اسم قائله، وذكرُ الأسانيد عند السلف خير شاهد على ذلك.

ولا نتحدث عن النصوص وحدها هنا، فالأمر أعم منها، فاستخدام الصور والمقاطع المرئية دون ذكر اسم صاحبها يدخل تحت هذا الأمر، إلا إذا ذكر صاحب هذه المواد أنه يسمح باستعمالها ونشرها دون ذكر المصدر. وتوجد مواقع خاصة ومتنوعة بالمصادر (كالفيديوهات والصور والخطوط.. إلخ) تعطي الحرية الكاملة للشخص بالتصرف بالمصادر الموجودة فيها ذكر المصدر، وبعضها مواقع مدفوعة الأجر، حيث يتم شراء البيانات منها أو الاشتراك بها باشتراك شهري أو سنوي، وبعضها غير مدفوعة. ولا يجوز نشر هذه المواد للآخرين للاستفادة منها إذا لم يسمح أصحابها بنشرها، وقد نصوا على ذلك في موادهم.

وبعض المستخدمين يتحجج بغلاء أسعار هذه المواد، وأنه مبالغ فيها. لكن الحقيقة أن هناك بدائل كثيرة تتيح مواد قريبة منها مجانًا، والأمر نفسه ينطبق على البرامج المستخدمة لبناء وتحرير المواد، وهي الأخرى يوجد لها بدائل كثيرة مجانية.

وأيضًا مما يُنتبه إليه نوع الحقوق المتنازَل عنها، فبعضهم يتيحها للاستخدام الشخصي فقط، وآخرون للاستخدامَيْن الشخصي والتِّجاري، وهكذا.

مراجع

  • للمزيد من المعلومات حول أنواع الرخص الموجودة في الانترنت، يمكن الاطلاع على أشهر هذه الرخص عبر موقع Creative Commons على الرابط التالي: https://creativecommons.org/licenses

ولكي نعير الموضوع أهمية أكبر؛ تخيل أنك قمت بشراء معدات تصوير بمبالغ كبيرة، من الكاميرا إلى أدوات الإضاءة والعدسات الاحترافية... إلخ، ثم درستَ وتدرّبت على التصوير مدةً طويلة، حتى احترفته بعد تعبٍ وجهد، ثم أردت الحصول على بعض المال من خبراتك، فقمتَ بتصوير بعض المناظر الطبيعية وعرضها للبيع على شبكة الإنترنت.

ثم تفاجأت بأن أحدهم قام بأخذ هذه الصور واستخدمها في أعماله دون شرائها، بعد أن طمس حقوقك! كيف سيكون شعورك، وكم من الوقت والجهد ستبذل حتى تسترد حقّك؟ (إذا استطعت أن تستردّه!)... وقس على ذلك.

وكم نرى أمثلةً وخصومات في تصفحنا على الإنترنت بخصوص هذا الموضوع، وكم نرى من قضايا رُفعت في هذا الأمر، بسبب عدم انتباه، أو تقصير، أو تغاض.

لذلك يجب الاحتراس من انتهاك حقوق الآخرين، وتجنب المحظورات الشرعية، وما يؤدي إلى الدعاوى القضائية، والمرافعات الجنائية، ويُعطى كل ذي حقٍّ حقه.