تمت قراءة 30٪

الفصل 3

أخلاقيات القراءة وأخذ المعلومة ونشرها

التبين والتثبت

الإنترنت مجتمع مليء بالمعلومات، يستطيع أي شخص إضافة أية معلومة فيه، في أي مجال كانت، لذلك يحسن الانتباه والتثبت عند قراءة أو أخذ المعلومات من الإنترنت، فإن فيها ما يحتمل الخطأ والصواب. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ﴾ [الحجرات: 6] وفي قراءة حمزة والكسائي: «فتثبَّتوا»، مِن التثبُّت، والمراد مِن التبيُّن: التعرُّف والتفحُّص، ومِن التثبُّت: الأناة وعدم العجَلَة، والتبصُّر في الأمر الواقع، والخبر الوارد حتى يتَّضح ويظهر.

مراجع

  • فتح القدير- للشوكاني (٧١/٥).

فالمسلم يتبيَّن الخبر قبل تصديقه أو نشره، فمن غير المستبعد أن يكون بنشره هذا قد فتح باباً للإضرار بشخص أو بفئة من الناس، أو يكون سبباً لنشر معلومة فيها كذب خفي، فالتثبت مهم.

ويمكننا أن نرى في قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد مثالاً واضحًا في التبين من الأمر قبل تصديقه، في قوله تعالى في سورة النمل: ﴿قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [النمل: 27].

وكم من إشاعة تظهر ورسائل تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي مرسلةٌ لك من أشخاص تثق بهم وتحبهم، ثم يتبيَّن أنها غير صحيحة! وهنا يَحسن التنبيه عليهم إذا وجدت مثل هذه الأخطاء وتبيينها لهم حتى لا ينشروا أمثالها، ولكي يحذفوها أو يحذِّروا أصدقائهم من إعادة نشرها، قال صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع» .

مراجع

  • رواه مسلم (المقدمة).

البحث عن الفتاوى والأمور الشرعية

من الأمور المهمة التي ينبغي للمسلم الانتباه إليها: أخذ الفتوى أو البحث عن الأمور الشرعية. فكما ذكرنا أن الإنترنت مليء بالمعلومات المغلوطة والصحيحة، فكل شخص يستطيع الإدلاء بدلوه في أي موضوع يشاء. ونحن المسلمين قد نمرّ بمستجدات وأحداث نحتاج فيها إلى البحث عن فتوى أو حكم شرعي، فيقوم بعضنا بفتح محرك البحث وكتابة كلمات من سؤاله الشرعي، لتظهر له نتائج كثيرة ومختلفة، فيها إجابة عن سؤاله أو أسئلة قريبة منه، وهنا ينبغي الانتباه إلى صحة هذه النتائج، وأن يكون أخذ الحكم أو الفتوى من المفتي المعروف والموثوق، أو من الموقع الموثوق للفتاوى، ويمكن الاطلاع على أكثر من فتوى موثوقة أيضًا، وفي الإنترنت مواقع إسلامية كبيرة معتبرة خاصة بالإفتاء، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء، ويمكن البحث أو كتابة السؤال للعلماء المتخصصين فيها، ومن هذه المواقع موقع إسلام ويب، موقع الإسلام سؤال وجواب، الذي يحتوي على فتاوى مترجمة لعدة لغات.

مراجع

  • http://www.islamweb.net , https://islamqa.info/ar

ومن الأخطاء أيضاً كتابة السؤال في مواقع التواصل الاجتماعي أو المنتديات، وهي من الأماكن التي تنتشر فيها الأخطاء. لذلك وجب أخذ الحيطة عند تصفح هذه المنتديات لأخذ الفتاوى والأحكام الشرعية، والتأكد من أن الشخص الذي يُسأل متخصص في الإفتاء في المنتدى، وأنه حسابه الشخصي.

قال الإمام الغزالي في المستصفى: «المفتي المجهول الذي لا يُدرى أنه بلغ رتبة الاجتهاد أم لا، لا يجوز للعامي قبول قوله، وكذلك إذا لم يدر أنه عالم أم لا...».

مراجع

  • كتاب المستصفى - الباب الثاني في شروط الراوي وصفته.